أسباب ضياع ضربات الجزاء الحاسمة- تحليل نفسي ونجوم التنفيذ

المؤلف: محمد داوود (جدة) mdawood77@10.04.2025
أسباب ضياع ضربات الجزاء الحاسمة- تحليل نفسي ونجوم التنفيذ

أوضحت الدكتورة هويدا الحاج، الاستشارية النفسية المرموقة، أن إخفاق أغلب اللاعبين في تسجيل ركلات الجزاء الترجيحية، تحديداً في اللحظات الحاسمة من المباريات، يعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية:

أولاً، التوتر والقلق الهائل الذي ينتاب اللاعب أثناء توجهه لتسديد الركلة الترجيحية، إذ يتفاقم الإحساس بالضغط العصبي، مما يؤثر سلباً على تركيزه ويجعله يسدد الكرة بشكل غير متقن وعشوائي، وبالتالي يضيع هدفاً كان في المتناول.

ثانياً، ضعف الخبرة والتمرس في تنفيذ ركلات الجزاء، فعدم إيلاء هذا الجانب الاهتمام الكافي في التدريبات يؤدي إلى ارتباك اللاعب وتوتره عند تكليفه بتسديد ركلة جزاء في مباراة مهمة.

ثالثاً، الإفراط في التفكير والتحليل قبل التسديد، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تشتت ذهن اللاعب وعدم قدرته على اختيار الزاوية المناسبة للتسديد، مما يجعله في حالة تردد وارتباك، وبالتالي يركل الكرة بطريقة غير متقنة.

وأشارت الدكتورة هويدا إلى أن ركلة الجزاء تمثل تحدياً كبيراً للاعبي كرة القدم، لأنها تحمل على عاتق اللاعب آمال وتطلعات الفريق بأكمله، مما يزيد من شعوره بالضغط النفسي والتوتر، فالضربات الترجيحية في المباريات الهامة تتطلب لاعبين يتمتعون برباطة جأش وخبرة واسعة، وقادرين على استيعاب أهمية هذه الركلة في تحقيق الانتصار وإسعاد الجماهير.

وأردفت قائلة: إن الأمر لا يقتصر فقط على اللاعبين الذين يسددون ركلات الجزاء، بل يمتد ليشمل حراس المرمى الذين يقع على عاتقهم مسؤولية جسيمة في التركيز والتصدي لهذه الركلات، ومحاولة قراءة أفكار وحركات اللاعبين المسددين، وعلى الرغم من أن فرصة تسجيل ركلة الجزاء تفوق بكثير فرصة تصدي الحارس لها، إلا أن العديد من النجوم العالميين وقعوا ضحية الضغط النفسي الشديد أثناء تنفيذ الركلات الحاسمة، فأضاعوها بشكل غريب وأضاعوا على فرقهم فرصة الفوز الثمينة.

وأوضحت أن بعض المدربين يحرصون على تدريب وتأهيل بعض اللاعبين لتسديد ركلات الجزاء بشكل مكثف، وخاصة اللاعبين المحترفين الكبار، إلا أنه في كثير من الأحيان قد يفشل هؤلاء اللاعبون في التسجيل بسبب الثقة الزائدة بالنفس، وقد شهدت الملاعب الرياضية العديد من الحالات التي أهدر فيها كبار اللاعبين ذوي الخبرة ركلات جزاء حاسمة، ووضعوا فرقهم في مواقف حرجة للغاية في المباريات المصيرية.

واختتمت الدكتورة هويدا حديثها بالتأكيد على أنه:

لتحقيق الفوز في ركلات الجزاء وتجنب إهدارها، يجب أن يكون لدى جميع الفرق ترتيب محدد للاعبين الذين سيسددون الركلات، ويجب أن يعتمد هذا الترتيب على عدة معايير، أهمها مهارة اللاعب وقدرته على التحكم في انفعالاته وعدم التأثر بأي عوامل خارجية، بالإضافة إلى قدرته على تسجيل الأهداف، وفي المقابل يحرص بعض المدربين على استبعاد اللاعبين الذين يتهربون من تسديد ركلات الجزاء، خاصة في المباريات الهامة والمصيرية، وذلك بسبب الخوف أو عدم الثقة بالنفس، أو عدم القدرة على تحمل الضغوط وردود الأفعال.

أفضل 10 لاعبين في العالم في تنفيذ ركلات الجزاء:

البرتغالي كريستيانو رونالدو: يعتبر واحداً من أبرز اللاعبين الذين قاموا بتسديد ركلات الجزاء، فمن بين 172 ركلة جزاء، نجح النجم البرتغالي في تسجيل 143 هدفاً، وأضاع 29 ركلة، ويعتمد أسلوبه في تنفيذ الركلات على التسديد بقوة ودقة فائقة، مما يصعب على حراس المرمى التصدي لها في معظم الحالات.

السويدي زلاتان إبراهيموفيتش: كان النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش هو الخيار الأول لتنفيذ ركلات الجزاء في معظم الفرق التي لعب لها، وذلك بفضل قوته في التسديد وقدرته العالية على التركيز أمام المرمى وإيداع الكرة في الشباك بثقة واقتدار.

الأرجنتيني ليونيل ميسي: يعد الأرجنتيني ليونيل ميسي من بين أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، فقد نجح في تسجيل 103 أهداف من أصل 133 ركلة جزاء، وأخفق في التسجيل 30 مرة.

الفرنسي كريم بنزيمة: لم تتح الفرصة للاعب فريق ريال مدريد الفرنسي كريم بنزيمة لتسديد الكثير من ركلات الجزاء، حيث سدد 27 ركلة فقط بعد رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي كان يتولى هذه المهمة، ونجح بنزيمة في تسجيل 24 هدفاً، وهو رقم جيد جداً.

البلجيكي إيدين هازارد: على الرغم من أن آخر مرة سدد فيها البلجيكي إيدين هازارد ركلة جزاء كانت في عام 2020، إلا أنه يمتلك سجلاً مميزاً في هذا المجال، فقد تمكن من تسجيل 50 هدفاً من أصل 57 ركلة جزاء نفذها منذ بداية مسيرته الكروية.

الإيطالي جورجينيو: كان لاعب تشيلسي الإنجليزي جورجينيو يعتبر من بين أفضل اللاعبين المتخصصين في تسديد ركلات الجزاء حتى عام 2020، حيث نجح في تسجيل أكثر من 35 هدفاً من ركلات الجزاء، ولكنه أهدر ركلة جزاء حاسمة مع المنتخب الإيطالي أمام سويسرا في تصفيات كأس العالم.

البرازيلي فابينيو تافاريس: من بين 24 ركلة جزاء سددها لاعب فريق ليفربول، البرازيلي فابينيو تافاريس، فشل اللاعب في تسجيل ركلة واحدة فقط، مما يجعله واحداً من أفضل اللاعبين في العالم في تنفيذ ركلات الجزاء بدقة ومهارة فائقة.

البرازيلي نيمار جونيور: نفذ لاعب فريق باريس سان جيرمان، البرازيلي نيمار جونيور، 77 ركلة جزاء، سجل منها 62 هدفاً، وأهدر 15 تسديدة، وقد عانى اللاعب كثيراً من إهدار ركلات الجزاء مع نادي برشلونة، حيث أهدر 6 ركلات، بينما أضاع مع الفريق الباريسي 3 ركلات فقط.

يذكر أن آخر ركلة جزاء أهدرها نيمار كانت في المباراة التي خسرها باريس سان جيرمان (1-3) أمام نانت في الدوري الفرنسي، وقد وصفت وسائل الإعلام تلك الركلة بأنها "أسوأ ركلة جزاء في الموسم حتى الآن".

البولندي روبرت ليفاندوفسكي: يعتبر أحد أفضل اللاعبين في تسجيل ركلات الجزاء، حيث نجح في تسجيل 65 هدفاً من أصل 72 ركلة جزاء سددها منذ بداية مسيرته الكروية، وذلك بفضل مهاراته الكبيرة ودقته العالية في تنفيذ الركلات.

البرتغالي برونو فرنانديز: يصف بعض المحللين الرياضيين لاعب مانشستر يونايتد البرتغالي برونو فرنانديز بأنه "آلة لتسجيل ركلات الجزاء"، وتشير الإحصائيات إلى أن برونو هو أفضل مسدد لركلات الجزاء في العالم، حيث سجل 42 هدفاً من أصل 45 ركلة جزاء نفذها في مسيرته حتى الآن، وأهدر 3 ركلات فقط، سواء مع مانشستر يونايتد أو ناديه السابق سبورتينغ لشبونة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة